[color=darkred]السؤال:
تناقلت عدد من الصحف المطالبة بالأندية الرياضية النسائية و مشاركة المرأة في الدوري الرياضي النسائي , فما حكم الشرع في مثل هذه الأندية و جزاكم الله خيرا ؟الجواب:
الحمد لله .. أما بعد :
فإن المطالبة بفتح أندية رياضية للنساء مخالفة ظاهرة لما جاءت به الشريعة – شريعة الله لا الشرعية الدولية – من أحكام قويمة فيها صيانة كرامة المرأة المسلمة عن التدنس بأخلاق الجاهلية , قال تعالى
(( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)) [ الأحزاب: 33] . و في لزوم المرأة المسلمة و إلزامها بالآداب الشرعية سلامة المجتمع من شر فتنة النساء و طهارته من شيوع الفاحشة و أسبابها , قال تعالى
(( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) [ النور: 19] ,
و لا ريب أن الذين يطالبون بفتح هذه الأندية النسائية لهم نصيب من هذا الذم والوعيد , فإن فتح هذه الأندية من أعظم الأسباب و أوسع الأبواب لإشاعة الفاحشة . و لهذا نحذر عموم المسلمين من الانخداع بالدعايات المضللة لهذه الأندية ,
و نحذر أولئك المطالبين من سخط الله و عقابه لما يتسببون فيه من شر على هذه الأمة و ما يجنونه على المرأة و المجتمع من مفاسد هذه الأندية عاجلة و أجلة . و إننا نذكر الجميع بالله الذي سنقدم عليه و نقف بين يديه كما قال صلى الله عليه وسلم :
( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه و بينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يجد إلا ما قدم و ينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ) .
[color:f230=red:f230]و والله الذي لا إله إلا هو إن افتتاح هذه النوادي ليس عملاً صالحاً , بل هو حرام لما يفضي إليه من المفاسد المحققة , فالمرأة في كل زمان و لاسيما هذا الزمان أحوج ماتكون إلى القرار الذي أمر الله به نساء نبيه صلى الله عليه وسلم ; في قوله تعالى
(( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ )) .
و ما يُذكر من شبهة خروج بعض النساء للرياضة بالدوران على بعض المباني:
هو خطأ من قلة من النساء لا يصح أن يعالج بخطأ أعظم منه وهو فتح أبواب واسعة لخروج المرأة في كل نواحي المملكة , و معلوم أن هذه الأندية لا تحقق الرياضة إلا للمشارِكات في المباريات , وهذا لا يتاح إلا لقلة من النساء كما هو الشأن في أندية الشباب , و سائرهن يحضر للتفرج والتشجيع كل لفريقه , كما أن من المعلوم أنه لن يرتاد هذه الأندية من النساء إلا من تكون قليلة الحياء أو عديمته .
و على هذا فهذه الأندية حقيقتها ملاعب و ملاهي , و ستنضاف مفاسد هذه الأندية النسائية أخلاقية و أمنية إلى ما تعانيه الأمة من مفاسد أندية الشباب .
هذا ويجب أن يُعلم أن تحريم فتح هذه الأندية ليس تحريماً لجنس الرياضة, فللمرأة أن تمارس الرياضة في بيتها بالوسائل المتاحة لها و هي كثيرة , و لها أن تسابق زوجها في مكانٍ خالٍ كالبرية و نحوها , كما سابق النبي صلى الله عليه وسلم; عائشة مرتين , رواه أبو داود و ابن ماجه وأحمد . ومن العجب أن يُجعل ذلك دليلاً على فتح الأندية .
نسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا لما فيه الخير و الصلاح لهم و لرعيتهم , وأن يرزق الجميع البصيرة في الدين و الاستقامة عليه , إنه ولي ذلك والقادر عليه .
رابط الفتوى