في كثير من الاحيان يكون التزام الصمت أبلغ بكثير من
الكلام ..
والاكتفاء بالاصغاء للآخرين والاستماع إليهم باهتمام ..
نصف الطريق لفهم أعقد المسائل ..
تلك الخصلة ، هي الحسنة الوحيدة التي أعرفها عن نفسي ..
والتي لأجلها ..
أصبحت في نظر النساء من سَقَط المتاع ..
لا أنفع لغرف المحادثة ، ولا لردهات الشات ..
فهنّ بحاجة لمن ( يسولف ويدردش ) معهم ..
ويعطي وياخذ في الكلام ، ليذهب عنهنّ الملل " المزعوم " ..
ثم تنظر عن قرب ..
فتتعجّب من حال فتاة فاتحتها أمها بطلب يدها للزواج ..
فيغالبها الخجل والحياء ، ويتعلثم لسانها فلا تكاد تنطق ..
" بحرف واحد " ..
فتعرف الام الاجابة على الفور ..
أو ليسَ يقولون ..
السكوت علامة الرضا ؟
يجانب صحبتي أصحاب اللسان الطويل ، والافواه الثرثارة ..
هذا سلاحهم الوحيد ، وهذا أسلوب حياتهم " المثالي " ...
بالنسبة لهم ..
لا يشبعون من " اللعي " والكلام في فلان ..
وآخر آخبار علاّن ..
ينشغلون ويشغلون غيرهم في حصد المزيد والمزيد من
الضياع ..
وجلب الهم والغم لمن يجالسهم ..
وكأنه يقودهم ، لا سيطرة لهم عليه ..
يجافيني عشّاق الجدل العقيم ، والرأي الجامد المستبد ..
فهم لا حاجة لهم فيمن يترك الجدال وإن كان على حق ..
ويتنازل عن رأيه إن رأى الجانب الاخر قد أصاب عين
الحقيقة ..
يحبون صاحب الرأي المتعصب الاعمى ..
الذي يرى أنه على صواب ، وغيره على جهل وضلال ..
يدافع عن موقفه الهش الضعيف حتى النهاية ، وإن أدى به
الامر ..
إلى تجاوز الخطوط ، والقفز فوق حدود الادب والذوق ..
في محاورة الطرف الاخر ، والنيل منه قدر المستطاع ..
عندما أنظر لكل هؤلاء وغيرهم ، أحس بأن الصمت بالنسبة
لي ..
آغلى من الذهب ، وأحلى من شهد العسل ..
دمتم سالمين ..
منقوووووووووووووول