**************
زخ السحاب وراح يسقي البلقعا **** فغدت رمـال البيـد حقلا مــمرعــــا
والنهر فاض بمائه حتى ارتوت **** منه الضفاف وراح يجري مسرعـــا
وهناك عند الشط أقدم عقرب **** لـيخـوض مـاء النـهـر لكـن اقـلـعـــا
كانت مياه النهر تفزع قلبه **** وركوب موجـتـه يقـض المـضجعــا
مشى فأبصر سلحفاة قربه **** فــأتــى لـهـــا متـذلــلا متـضـرعــــا
قال احمليني فوق ظهرك ساعة **** كي نقطـع النهـر العظيـم ونرجـعـــا
ولئن فعلت ملكت قلبي كله **** ما كـان قـلـبـي لـلـجمـيل مضـيعــــا
قالت له والشك يملا نفسها **** وظـنونها تحتكي الرياح الزعزعــــا
طبع العقارب غادر متقلب **** من ذا يصون العهد كي لا تخدعــــا
فأجابها أختاه أنت لمحنتي **** طوق النجاة فكيف لي أن اخدعــــــا
وإذا لسعتك كنت أول هالك **** هيهات أن ألقى بنفسي المصرعـــــا
ومضت به في النهر مثل سفينة **** تجري وتضرب في المياه الاربعـــا
ومضى هني البال يركب ظهرها **** رهـوا ويسـمعـها الحديث الـمـمـتعـا
حتى إذا اقتربت به من شطه **** فــإذا بـه قـد عـاد وحـشـا مـفــزعـــا
وإذا به ينقض فوق ضلوعها **** لـيـذيــقـها لـســعـا ألـيــمـا مـوجـعــا
قالت له لم يا شقي لسعتني **** وسـقـيـتـنـي كـاس الخـيانة مـتـرعــا
خارت قواي عن السباحة للمدى **** إنا سـنـلـقـى اليـوم مـوتا مــفـجــعـــا
هانحن نغرق نحو قاع مظلم **** يا غـادرا أهــلـكـت نـفـسـيـنـا مـعـــا
فأجابها والحقد يأكل قلبه **** وقـد انـتـضى سيـف العداوة مشرعا
غالبت نفسي كي تكون وفية **** لـكـن نـفـسي لــم تـرعـني مـسـمـعـا
إن العقارب لن تغير طبعها **** طـبع العــقـارب أن تعـض وتـلسـعـا